يتداول في الفترة الأخيرة بين العائلات الجزائرية، خاصة على مستوى الجهة الوسطى للوطن، أحد الفطريات التي تتغذى على الحليب، يستعمل كدواء لعلاج العديد من الأمراض، خاصة منها المستعصية كالسرطان، السكري، الضغط، النحافة وغيرها... وذلك دون أي استشارة من الأطباء أو الخوف من مضاعفاته، في الوقت الذي يجزم البعض أن الدواء استطاع عن طريق التجربة أن يشفي مرضى كثيرين حتى أولئك الذين يعانون من العقم، وهو ما جعل الطلب عليه يتضاعف بعد ما استغلت بعض الأسر هذه التجربة لتربيته والمتاجرة به.
البليدة، تيبازة، مناطق معينة أخرى من العاصمة وعين الدفلى هي أكثر الجهات التي شهدت في الفترة الأخيرة استعمال "الفطر الهندي "، واستخدامه كبديل للعديد من الأدوية في معالجة بعض الأمراض المستعصية المنتشرة في عصرنا، حتى أن بعض العطارين وبائعي الأعشاب استغلوا الفكرة لجلب الفطر وعرضه للزبائن، في الوقت الذي اتخذته بعض ربات البيوت مصدر رزقهن والمتاجرة به بشرط أن يمنح كل من يحصل عليه أو يشتريه لشخص آخر بعد عملية تكاثره التي تستغرق في اغلب الأحيان 20 يوما.
"الفطر الهندي" اكتشافه، فوائده.. ووصوله إلى الجزائر
الفطر الهندي هو عبارة عن حبيبات صغيرة الشكل، تشبه إلى حد كبير حبيبات الأرز، متلاصقة فيما بينها تصل إلى حد 6 أو 8 حبيبات توضع داخل حليب حتى تتغذى منه، ويترك في جو مناسب حسب الوصفة التي تقدم للمريض لأيام معينة، ثم يشرب الحليب بعد تصفيته من الفطر ليعاد سكب حليب جديد عليه، وهكذا إلى غاية شفاء المريض، وتشير اغلب المصادر التي يتداول عندها هذا الفطر، انه جلب من طرف بروفيسور يعمل في جامعة هيوستن بألمانيا والذي عمل لعدة سنوات في الهند، وكان حينها يشكو من ورم في الكبد الذي تطور لديه أثناء تواجده هناك وعولج أثناءها بالفطر ليشفى نهائيا من السرطان.
وحين عودته إلى بلده أحضر معه كمية منه، ومن ذلك الوقت يتم تناقل الفطر بين الناس والمرضى عبر أنحاء العالم حتى وصل به إلى الجزائر عبر أجانب ومغتربين بالخارج ليتداول حاليا عبر العديد من مناطق الوطن حتى أصبح انتشاره كالبرق بين الناس نظرا للتجربة الإيجابية التي أظهرها استخدامه على بعض الأمراض التي عجز الطب عن شفائها كالسرطان، حيث يجزم العديد من الأشخاص أن استخدام الفطر بعد العلاج الكيميائي له نتائج ايجابية واضحة بعد ما يلقى المريض راحة بجسده، في الوقت الذي يؤكد البعض انه ذو فائدة كبيرة لمن يعانون من النحافة المزمنة، وحتى مرضى السكري والضغط الدموي، هي تجارب عديدة وأخرى جعلت من مرضى الجزائر يتسابقون لاقتنائه وتناوله بنية الشفاء حتى ولو بدون استشارة الأطباء، المهم تناول أي شيء يمكنه أن يزيح آلام وأمراض جسدية أنهكتهم لسنوات.
كما يمكن له تنظيم نظام المناعة لدى جسم الإنسان، يعالج أمراض القلب، ويساعد على حل الكولسترول في الشرايين، تحسين عمل البنكرياس والكبد والطحال، يعالج المرارة وينظف قنواتها ويحل حصاها، يشفي المعدة والأمعاء من الأورام وتشنجها، كما يمكن له شفاء الكلية وينظم عمل قنواتها البولية، يزيد من فعالية موانع الالتهابات ويشفي الأمراض الملتهبة ويساعد على تنظيم ضغط الدم، يوقف انتشار الأورام ويعيق نمو المزيد منها ويبطئ عملية الشيخوخة، فعال في مواجهة التعب والوهن المترافقين مع الإجهاد، كما من شأنه تغذية الجسم بالفيتامينات الأساسية له، خاصة وان اغلب الروايات المنتقاة من هنا وهناك تشير أن الفطر يستخدم بالمستشفيات الروسية بكثرة، حيث يمنح للمريض في مرحلة النقاهة فور خروجه من عملية جراحية حتى يتقوى جسده في وقت وجيز.
يقول اغلب من يستعمل الفطر أن الوصفات تجبرهم على وضعه في وعاء يشترط أن يكون من الفخار أو الزجاج لكي لا يفقد الفطر طاقته وفوائده، ويضاف إليه قليل من الحليب بكمية يؤكدها المانح له على أن يكون الحليب معقما داخل زجاجة أو علبة من نوع الكارتون ويغطى الوعاء بشاش حتى يسمح بتسرب الهواء ويترك مدة 24 ساعة في حرارة معتدلة، ويترك الوعاء لمدة 24 ساعة في المطبخ، ويصب المزيج بعد 24 ساعة في منخل غير معدني أو في مصفاة، ويجمع الحليب الناتج عن المزيج ويشرب حسب التعليمات الموجودة بالوصفة التي ترفق مع الفطر 20 يوما، ثم التوقف 20 يوما أخرى لمعاودة أخذه من جديد، ويغسل الفطر المتخثر في المصفاة بتمرير ماء بارد عليه ويتم تحريكه بملعقة يشترط أن تكون خشبية حتى يتم غسل كامل الحليب العالق به.
رأي معهد باستور والأطباء
تعجب محمد تازير، مدير معهد باستور من سؤال "الشروق" بخصوص "الفطر الهندي" المتداول لدى العائلات الجزائرية، مؤكدا انه ولأول مرة يسمع به، وأن مصالحه لا علم لها به ولا عن شكله، مضيفا أن مثل هذه الادعاءات بخصوص هذه الأدوية غير المرخصة، لو كانت لها فائدة علمية لانتشرت عالميا وتداولها يكون مرخصا به، من جهتهم، أكد اغلب الأطباء الذين تحدثت إليهم "الشروق"، عن عدم سماعهم أو رؤيتهم لهذا الفطر، الذي قد يكون حسبهم خطيرا، خاصة وانه غير مرخص، ليبقى في الأخير على الجهات المعنية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة منها أخذ عينات من الفطر وتحليله لمعرفة مدى تطابق مكوناته أو خطورته على صحة المواطنين.